قصة الصرار و النملة : قصة حول التسامح و التكافل و مساعدة الغير وقت المحن

أما النملة فكانت تقضي يومها في جمع وتخزين كل ما يصادفها من طعام ، ولا ترتاح إلا في الأكل أو في المساء لتنام وفي يوم من الأيام سخر الصرار من النملة لماذا تقضين فصل الصيف في الكد والجد وهو فصل الراحة واللهو ، فأجابته النملة قائلة حتى أجد ما أكله في فصل الشتاء .

فقال الصرار ولكن الحبوب والأعشاب تملأ المكان ويمكنها أن تكفي كل سكان الغابة لسنوات ، فعرفت النملة أنها لن تستطيع إقناع الصرار فتركته في لهوه وانصرفت إلى عملها ، وفي فصل الخريف اصفرت الأوراق نزلت الأمطار بغزارة و قصف الرعد بشدة و هبت الرياح بلا رحمة . وجرفت كل الحبوب والأوراق اليابسة من الغابة فأصبح الصرار يتضرر جوعًا ولا يجد ما يسد رمقه دون جدوى باءت جميع محاولاته بالفشل الذريع اشتد به التعب والجوع ثم راح يتلوى من شدة البرد وكادت أحشاء بطنه تتمزق. فذهب إلى جارته النملة يطلب منها بعض الطعام.

وقال أرجوك ساعديني يا جارتي أعطني شيئًا من الطعام أسد به رمقي ، فإجاباته النملة قائلة لو لم تكن مساعدة الجارة واجبة لتركتك تهلك من الجوع ولكنني سوف أساعدك في هذه المرة لعلك تعتبر ، وهكذا نجا الصرار من التهلكة من كثرة الجوع وتعلم أنه من جد وجد ومن زرع حصد ومن سار على الدرب وصل .

فقال الصرار للنملة : سنجمع معا الحبوب في فصل الصيف القادم.”
ومنذ ذلك اليوم تعلم الصرار قيمة العمل و أن كل كائن على الأرض من واجبه العمل بتفان و اخلاص حتى يرضي الله سبحانه و حتى يضمن لنفسه العيش الكريم

و في الصيف الموالي وفى الصرار بوعده و ساعد النملة على تحصيل مؤونة الشتاء و كنزا كمية وافرة من الحبوب بفضل تعاونهما